
من خمس محافظات يجتمعون في ورشة تدريبية لتعزيز دور الشباب في مواجهة التطرف العنيف
إعلام منظمة جسر إلى – العراق
نظّمت منظمة جسر إلى تدريباً لمدّة يومين في محافظة أربيل حول الحوار وحلّ النزاعات وأجندة الشباب والأمن لمجموعة من الشباب وممثّلي الحكومة المحلية من خمس محافظات “نينوى، الأنبار، ديالى، بغداد والبصرة” في إطار مشروع رؤية الشباب مشروع تنفذه الوكالة الإيطالية لبناء السلام بالشراكة مع منظمة جسر إلى ومؤسسة آشور العراقية للإغاثة والتنمية.

تضمّن اليوم الأول من التدريب “أجندة الشباب والأمن ودورها في حلّ النزاعات، النزاعات المجتمعية وحلّها، مقدمة في أجندة الشباب والسلام والأمن، مقدمة في أجندة الشباب والسلام والأمن – قرارات الأمم المتحدة، الركائز الأساسية، كيف تعزز أجندة الشباب، السلام والأمن وحلّ النزاعات وبناء السلام، مقدمة عامة عن النزاع، النزاعات المجتمعية، نظرة عامة على مفاهيم الصراع، مسارات الصراع المجتمعي، أسباب وعوافب النزاعات الداخلية المجتمعية، اليات وأسس إدارة النزاعات المجتمعية، تحليل الصراع، الفواصل والموثلات والمصالح والمواقف، في حين تضمّن اليوم الثاني من التدريب العمليات التشاركية وتنفيذ جدول أعمال الشباب والسلام والأمن، المشاركة المجتمعية، تنفيذ أجندة الشباب والسلام وإدماجهم في صنع القرار، المشاركة والمشاركة المجتمعية، تعزيز المشاركة، خطوات تنظيم المشاركة في مجتمعات ما بعد الصراع، لماذ تعتبر المشاركة المجتمعية ضروية، أجندة الشباب والسلام والأمن بالمشاركة المجتمعية اتسراتيجيات التنغيذ، مفاهيم أبعاد القوة واشكال المشاركة.

يُعدُّ الهيكل السكاني الشاب أفضل مزايا العراق والثروة الحقيقة التي يمكن أن يواجه بها التحدّيات المستقبلية بشتّى اشكالها وليعبر عن قيم الحرية والعدل والانصاف، وما يريده لمستقبل أفضل، وليؤكد اهمية بناء الانسان في ضوء عناصر التمكين المادية وغير المادية، التي تنطوي على التعليم والتعلم والصحة، وفرص كسب الدخل والقضاء على الفقر والتهديد وانعدام الأمن، وضمان مشاركة جميع الناس في الاستفادة من المكاسب التي توفرها عملية التنمية المستدامة، عبر اكسابهم القدرة على تحقيق هذه الاستفادة، وتعزيز مهاراتهم ومعارفهم وأوضاعهم المعيشية والصحية، وتشجيع الفئات الأضعف بينهم على تحقيق اندماج فاعل في المجتمع؛ لضمان مشاركة الجميع في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ولاسيما الشباب الذين ينبغي ضمان استعدادهم للمستقبل، اذ ان لديناميكيات السكان في المستقبل تأثير حاسم في النتائج الإنمائية المستقبلية.

أكّد مدير منظمة “جسر إلى” في العراق السيد رائد ميخائيل شابه “بأنّ المنظمة ملتزمة في تقديم كافة أنواع الدعم للشباب العراقي منذ تأسيسها وحتّى هذا اليوم من خلال برامجها ومشاريعها وأنشطتها المتعددة التي تخدم المجتمع العراقي بصورة عامة والشباب بصورة خاصة، ويعد مشروع “رؤية الشباب” من المشاريع التي ننّفذها مع وكالة بناء السلام ومؤسسة آشور العراقية للإغاثة والتنمية أحد المشاريع المهمة التي تخدم الشباب وتساهم بتعزيز دورهم في مناهضة التطرف وتنفيذ مبادرات تروّج للسلام والتماسك الاجتماعي في خمس محافظات : بغداد، نينوى، البصرة، الأنبار وديالى”.
وأضاف شابه بأنّ “أهمية هذه الورشة تكمن في تعزيز الحوار بين الشباب والحكومة المحلية من أجل تعزيز العمل المجتمعي في محافظاتهم وبناء شبكة مهمة لتعمل على تعزيز الحوار وانهاء كافة أشكال العنف والتطرف وتعزيز الاستقرار”.

من جهتها ضحى مصطفى إحدى المتطوعات من بغداد أرجحت “إلى أن هذه الورش تساعد الشباب في خلق المزيد من الفرص للحوار من أجل العمل في مجال بناء السلام والتماسك المجتمعي بين فئات الشعب العراقي وخاصة بعد أن حصل شرخ كبير خلال السنوات الماضية، إذ تساهم هذه التدريبات بإعطاء الشباب فرص مهمة لبدء مرحلة جديدة من السلام والحوار والسلام”.
مرّ العراق بعد عام 2003 بمراحل انتقالية ساهمت في إحداث شرخ كبير داخل المجتمع العراقي بسبب الأوضاع التي مرّت عليه من سيطرة القاعدة على عدد من المحافظات وبعدها داعش ومن ثمّ الأوضاع الأمنية والسياسية التي طرأت على الساحة العراقية، فكلّ هذه المتغيرات ساهمت بحدوث شرخ كبير بين فئات المجتمع العراقي، إلّا أنّ المجتمع المدني العراقي ساهم في خلق مساحات كبيرة من الحوار والعمل على تنفيذ مبادرات وأنشطة ومشاريع تعمل على تعزيز السلام والتقارب بين مكونات الشعب العراقي وبناء بيئة سلمية وسليمة خالية من العنف والتطرف.

وضّحت مديرة مشروع رؤية الشباب السيدة جوليا فيرارو “نحن هنا في أربيل لإجراء دورة تدريبية لمدة يومين مع 40 مشاركًا، عشرين من الشباب وعشرين من ممثلي السلطات المحلية، إنها فرصة رائعة لتنفيذ مشروع يعزز التماسك الاجتماعي ويكافح التطرف غير العنيف التقليدي، حيث تم تمويل المشروع من قبل وزارة الخارجية الإيطالية ويتم تنفيذه بالشراكة مع وكالة بناء السلام، منظمة جسر إلى ومؤسسة أشور، إنها فرصة رائعة لتعزيز الحوار وتبادل الآراء. المشاركون متحمسون جدًا لكونهم هنا، ومن الطبيعي أن نختلف في الرأي، ولكن الأهم هو أن القضايا المهمة تُطرح على الطاولة وهناك حوار مفتوح“.
جدير ذكره بأنّ منظمة UPP هي منظمة إيطالية تأسست في بغداد عام 1991، لدعم الشعب العراقي والوقوف معه بوجه الظلم والحروب، حيث تعمل المنظمة في مجالات عديدة منها في مجال الصحة والتربية وإعادة الإعمار وكذلك في برامج بناء السلام والتماسك المجتمعي وذلك من أجل تشجع الشباب على الانخراط في نشاطات رياضية وفنية ومجتمعية، حيث عملت المنظمة في العديد من الجوانب وفي العديد من محافظات العراق وما زالت تعمل في عدّة محافظات على تعزيز “دور الأقليات في المجتمع المدني، دور الشباب في صناعة التغيير، دور المرأة في صناعة السلام، وكذلك في مجال بناء السلام والتعايش السلمي، فضلا عن الثقافة والفن والآثار والتراث وسبل المعيشة وتوفير فرص عمل للشباب وتمكين النشطاء والناشطات وتعزيز الصحة النفسية والإنجابية وكذلك في إعادة الإعمار”.